روفانا أحمد - مهرجان المواهب في حب مصر ١
نصر من رمال الصحراء
في قلب الصحراء العربية، حيث تلتقي الشمس برمالها الذهبية، بدأت قصة الأمل والشجاعة في السادس من أكتوبر عام 1973. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، والجنود المصريون يقفون في صفوفٍ متراصة، تحمل كل عيونهم بريق الإيمان بالنصر.
يومها، كان العقيد "حسن" يستعد مع جنوده للانطلاق نحو العدو. تذكّر عائلته التي تنتظره في القرية الصغيرة، كيف كان يحكي لأبنائه عن الأبطال الذين دافعوا عن الأرض، وأقسم أن يكون منهم. وفي لحظة الهدوء قبل العاصفة، خاطبهم بكلمات ترددت في أرجاء المكان: "اليوم، لن نقاتل من أجل أنفسنا فقط، بل من أجل تاريخنا ومستقبلنا".
مع طلوع الفجر، انطلقت المدفعية، واهتزت الأرض تحت أقدام الجنود. كان الصمت قد تلاشى، وحلّ مكانه صوت القذائف، وصرخات الأبطال الذين كتبوا أولى صفحات المجد. عبروا قناة السويس، وواجهوا تحديات لم تكن تخطر على بال أحد. كانت الساعات تتلو الساعات، وكان الإصرار يتجلى في كل خطوة.
في خضم المعارك، تعرض حسن لإصابة، لكنه لم يتراجع. كانت روحه مفعمة بالحنين إلى وطنه، وللحرية التي ينشدها كل المصريين. رفاقه كانوا حوله، يتشاركون الألم والأمل، ومصيرهم مترابط كخيوط النسيج.
وفي تلك اللحظات، وعندما بلغ الصراع ذروته، أطلّ النصر كزهرة تتفتح في رمال الصحراء. أُحبطت خطط العدو، وسجلت البطولات في سجلات التاريخ. كانت الضحكات تملأ الأجواء، ورجالٌ أبطالٌ يقفون، وكل واحد منهم يحمل في قلبه قصة لا تُنسى.
انتهت الحرب، لكن روحها ظلت حية في القلوب. عاد حسن إلى قريته، حيث استقبله الأطفال بأحلامهم المليئة بالحرية. كان يعلم أن النصر لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان ولادة أمل جديد، وتجسيدًا لوحدة الوطن.
هكذا، تظل حرب أكتوبر تجسيدًا للشجاعة والتضحية، قصة تُروى عبر الأجيال، وذكرى محفورة في قلوب كل من آمن بأن الأرض تستحق القتال.
ملحمه أكتوبر
في صباح يوم مشمس من أكتوبر عام 1973، كان الفجر ينسج خيوط النور على ضفاف قناة السويس، حيث تجمعت قوات الجيش المصري في صمت، تملؤهم العزيمة والأمل. كان الوطن ينتظر ساعة الصفر، بينما كانت قلوب الجنود تخفق بشغف، مشبعة برغبة استعادة الكرامة.
فجأة، انطلقت صافرات الإنذار، وأصوات المدافع تصم الآذان. هبت الرياح محملة برائحة البارود، واندلعت النيران في السماء. كان الجنود المصريون يتقدمون بثبات، متذكرين تضحيات الأجداد وملاحم التاريخ. عبروا القناة، في مشهدٍ يذكر الجميع بأن الأمل يولد من رحم المعاناة.
تدور المعارك في قلب سيناء، والأبطال يتسابقون نحو المجد. كان كل جندي يحمل في قلبه قصة: قصة أم انتظرت، وأب ضحى، وأرض تشبعت بالدماء. في كل لحظة، كان النصر يقترب، ومعه كانت الدموع تجف على الوجنات لتصبح عَزيمةً قوية.
وبينما كانت شمس النصر تشرق في الأفق، عادت القوات إلى الأرض التي تعودوا عليها، مسلحين بإرادة لا تنكسر. وبدت القرى كأنها تتزين بالأعلام، والأصوات تردد: "الله أكبر". كان النصر حدثًا لم يُكتب في الكتب فحسب، بل حُفر في قلوب المصريين.
ومع نهاية الحرب، أصبح أكتوبر رمزًا للفخر، حيث توحدت فيه الأجيال تحت راية واحدة. تحولت الذكريات إلى ترانيم تتغنى بالكرامة، وسُطرت ملحمةٌ لن تُنسى، أظهرت أن النصر ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو تجسيد للروح المصرية الأبية.
وهكذا، ستظل ذكرى أكتوبر حية في النفوس، تذكرنا دومًا بأن الإرادة تصنع المعجزات، وأن الوطن يستحق كل غالٍ ونفيس.